كشف سرّ طبي لشفاء بعض مرضى "كورونا" بسرعة دون الآخرين

ميدار.نت - دبي
صحة
28 سبتمبر 2022
Cover

 

كشفت دراسة طبية حديثة عن سبب لوفاة بعض مرضى كورونا دون سواهم من المرضى الذين قد يمر المرض بهم مرور الكرام، أو بأعراض مقبولة.
فمن بين أكثر الألغاز المرتبطة بمرض "كوفيد-19"، ظهرت معضلة حضوره كأعراض طفيفة شبيهة بالإنفلونزا لدى بعض الأفراد، بينما تحول عند آخرين إلى مرض شديد أدى إلى الموت.
وهو ما سعت ورقة بحثية جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية "نيتشر" Nature لشرحه عبر تتبع الأسس الجينية لهذا الانقسام.

فئران التجارب
وخلال التجارب التي أجريت باستخدام فئران التجارب، أظهر الباحثون من جامعة "روكفلر" أن الفئران ذات المتغيرات الجينية المرتبطة سابقاً بمرض ألزهايمر كانت أكثر عرضة لخطر الموت عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19.
وتتوافق هذه النتيجة مع التحليل الذي أجري بأثر رجعي، والذي كشف أن المرضى الذين لديهم نفس المتغيرات الجينية، كانوا أكثر عرضة للوفاة طوال الوباء.
ونظراً لأن 3% من سكان العالم يمتلكون هذه المتغيرات الجينية، فقد تكون للنتائج آثار على مئات الملايين من الأفراد على مستوى العالم.

نتائج ضارة
وبحسب سهيل تافازوي، الأستاذ بجامعة "روكفلر"، والباحث الرئيسي بالدراسة، فمن الواضح أن "العمر والجنس وبعض الأمراض مثل السكري تزيد من خطر حدوث نتائج ضارة عند الإصابة بفيروس كورونا، لكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا المتغير الجيني الشائع المرتبط بوفيات كوفيد-19".
وفي دراسات سابقة، درس مختبر تافازوي جيناً يسمى "APOE" يمنع انتشار الورم الميلانيني، وينظم الاستجابات المناعية المضادة للورم، حيث بدأ مع فريقه البحثي في النظر إلى أشكاله المختلفة عن كثب.

سخة على الأقل
ووجد تافازوي وفريقه أن معظم الناس لديهم شكل يسمى "APOE3"، لكن 40% من السكان يحملون نسخة واحدة على الأقل من متغير "APOE2" أو "APOE4"، ويُنتج الأفراد المصابون بـ"APOE2" أو "APOE4" بروتينات تختلف عن البروتين المنتج بواسطة الحاملين لمتغير "APOE3"، وذلك نتيجة للاختلاف في واحد أو اثنين من الأحماض الأمينية.
وهذا الفرق في 1 أو 2 من الأحماض الأمينية يجعل الأفراد المصابين بـ"APOE4" أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر وتصلب الشرايين، وقد أثبت هو وفريقه البحثي أيضاً أن الحاملين لهذا المتغير، بالإضافة إلى المتغير "APOE2" لديهم احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الجلد.